نقدم لكم مجموعة من القصص عن السعادة , الناس جميعاً يبحثون عن السعادة ويجدون في طلبها ويكدحون في تحصيلها , ولكن ليس كل من يطلب السعادة يجدها ؛ لأن فهم كل واحد منهم لها يختلف , ومشاربهم في سبل تحصيلها تتباين , نتمنى لكم قراءة سعيدة ,
قصة عن سر السعادة
تتحدث الحكاية عن ملك ثري عاش في قصر مترف وفخم، ومع كل تلك الثروة فقد كان ﹰتعيسا. فاستدعى الحكيم الذي كان يستشيره في حل المشاكل، وسأله عن كيفية التخلص من إحباطه، وكيف يشعر بالسعادة الحقيقية؟ فأجاب الحكيم: هناك دواء واحد للملك؛ »جلالتك يجب أن تنام ليلة واحدة بقميص رجل سعيد«.
انتشر الرسل في جميع أنحاء المملكة ﹰبحثا عن رجل سعيد، لكن كان لدى كل شخص سبب للتعاسة. وفي النهاية وجدوا ﹰمتسولا كان يجلس ﹰمبتسما ﹰومصليا ﷲ على جانب الطريق. وعندما سألوه أهو سعيد ﹰحقا، وليس لديه أحزان؟ أوضح بأنه رجل سعيد ﹰحقا. فأخبروه أنهم يريدون أن يأخذوا قميصه للملك لينام به ليلة واحدة، وسيقدم له ﹰمقدارا ﹰكبيرا من المال. فانفجر المتسول بالضحك وأجاب: أنا آسف، لا أستطيع أن أقدم ﹰشيئا للملك، ليس لدي قميص على جسدي، ألا تلاحظون ذلك؟
كما تر عزيزي، إن الشعور بالسعادة الحقيقية لا يأتي مما تملكه، بل من السلام الذي يملأ القلب. ليس المقصود سلام هذا العالم، بل السلام الذي من اﷲ، السلام الذي لا يستطيع أن يمنحك إياه أحد إلا اﷲ.
قصة عن تعلم السعادة
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم
سر السعادة
لدى أحكم رجل في العالم ..
مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل .. وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه ..
وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس ..
انتظر الشاب ساعتين لحين دوره ..
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب
ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ..
وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى
ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :
امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك
وحاذر أن ينسكب منها الزيت
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة ..
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ .. الحديقة الجميلة ؟ ..
وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ ..
ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا ..
فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ..
فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر ..
فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ..
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة على الجدران ..
شاهد الحديقة والزهور الجميلة ..
وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى ..
فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ ..
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا
فقال له الحكيم
تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك
سر السعادة
هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء
وقطرتا الزيت هما الستر والصحة..
فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.
قصة عن السعادة : الحارس و الثري
يحكى أن أحد الأثرياء كان لديه خادم يحرس القصر الذي يسكن فيه ذلك الثري ,فكان هذا الثري في قصره الكبير لا يحس بطعم الراحة فهو مريض يتناول الأدوية قبل الأكل وفي وسطه وفي آخره , بل يظل طوال الليل يتقلب من الألم ولا يستطيع النوم , وذاك الخادم الفقير يسكن بجوار باب القصر في غرفة صغيرة هو وزوجته وأولاده , فيظلون إلى منتصف الليل يضحكون ويصفقون ويغنون , فقال الثري في نفسه هؤلاء لا يملكون إلا قوت يومهم ويعيشون في هذه السعادة فما بالهم لو كان معهم بعض المال , فذهب إليهم ذات يوم وقال لهذا الحارس سأعطيك كل يوم خمسون جنيهاً تشترى بها بيضاً وتجلس تبيعه أما القصر ونتقاسم المكسب , وفي الليلة الأولى سمعهم يضحون ويغنون ولكن إلى ما بعد العشاء بساعة وليس إلى منتصف الليل , وفي الليلة الثانية سكتت أصواتهم بعد العشاء مباشرة , وفي الليلة الثالثة سمع أصوات الشجار والصراخ , ثم دخل عليه ذلك الحارس المسكين ومعه ما تبقى من البيض وما كسب من مال , وقال له يا سيدي هذا بيضك ومالك, ودعنا نعود إلى حالنا السابق من الضحك والغناء , فلقد أفسد علينا المال سعادتنا .
قصة عن السعادة : الزوجة المؤمنة
يذكر أن زوجاً قال لزوجته بغضب: لأشقينَّك . فقالت الزوجة في هدوء وإيمان وعزة : لا تستطيع أن تشقيني كما لا تستطيع أن تسعدني.فقال الزوج في حنق : وكيف لا أستطيع ؟ فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !فقال الزوج في دهشة: وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي .
قصة عن السعادة : الطبيبة
تقول إحدى الطبيبات والتي لم تذق طعم السعادة: \”السابعة من صباح كل يوم يستفزني، يستمطر أدمعي… لماذا؟ اركب خلف السـائق متوجهة إلى عيادتي – بل مدفني، بل زنزانتي- وعندما أصل إلى مكتبي – بل إلى مثواي- أجد النساء بأطفالهم ينتظرنني، وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه بردة حريرية فارسية، هذا في نظر الناس وهو في نظري لباس حداد لي. ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي أتقلد سماعتي، وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، والعقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافهُ حول عنقي- أي بلغت الثلاثين- والتشاؤم ينتابني على المستقبل.
وأخيراً تصرخ وتقول: خذوا شهادتي، ومعاطفي، وكل مراجِعي، وجالب السعادة الزائفة – المال والمركز- وأَسْمِعُوني كلمة \”ماما\”، ثم قالت هذه الأبيات:
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة * * * فقد قيـل فما نالني من مقـالها
فقل للتي كانت ترى فيَّ قدوةً * * * هي اليوم بين الناس يُرثَى لحالها
وكل مُناها بعضَ طفلٍ تضمّهُ * * * فهل ممكن أن تشتريـه بمـالها
أجمل قصة عن السعادة و العطاء
سئل أحد الحكماء يوما: كيف تتحقق السعادة فى الحياه ؟
قال الحكيم: سوف ترون الآن,ودعاهم إلى وليمة وجلسوا إلى المائدة، ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة
حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا , فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض وقاموا من المائدة جائعين
قال الحكيم:
والآن انظروا, وأمسك بالملعقة وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ،و جعل كل منهم يمد بملعقته لمن بجانبه وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله
وقف الحكيم وقال :
منْ يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومنْ يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معا
فمنْ يعطي هو الرابح دوما لا منْ يأخذ سعادتك فى الحياة لن تتحقق الا باسعاد من حولك!!