شعر مدح
حكم عن الحكم

عرف الشاعر الجاهلي المديح واتخذه وسيلة للتكسُّب، وكان للغساسنة في الشام والمناذرة في الحيرة دور كبير في حفز الشعراء على مديح أمرائهم. ومن أشهر المداحين من شعراء الجاهلية النابغة الذبياني الذي اشتهر بمدح النعمان بن المنذر. وكما يقول أبو عمرو بن العلاء: ¸وكان النابغة يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب من عطايا النعمان وأبيه وجدّه.
و بعد مجيئ الاسلام نهى الرسول صلى الله عليه و سلم عن المدح و الاطراء كي لا يكون ذلك سبيلا الى العجب و قال : ” احْثُوا فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ “.
و بالرغم من ذلك عرف في التاريخ الاسلامي شعراء اشتهرو بمدح أصحابهم أو أمراءهم كشهرة المتنبي في مدح سيف الدولة و يسرنا أن نقدم لكم بعضا من القصائد في المدح .

 
حسان بن ثابت >> مدح السيدة عائشة
 
حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ،. . . . . . . . . . . . . . وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغوَافِلِ
حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصباً،. . . . . . . . . . . . . . نبيِّ الهُدى ، والمَكرُماتِ الفِوَاضِلِ
عقيلة ُ حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ،. . . . . . . . . . . . . . كرامِ المساعي، مجدها غيرُ زائلِ
مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خيمها،. . . . . . . . . . . . . . وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زعمتمُ،. . . . . . . . . . . . . . فَلا رَفَعَتْ سَوْطي إليّ أنامِلي
وإنّ الذي قدْ قيلَ ليسَ بلائق. . . . . . . . . . . . . . بها الدهرَ بل قولُ امرىء ٍ بيَ ماحلِ
فكَيْفَ وَوُدّي ما حَيِيتُ ونُصرَتي. . . . . . . . . . . . . . لآلِ نبيّ اللهِ زينِ المحافلِ
لهُ رتبٌ عالٍ على الناسِ كلهمْ،. . . . . . . . . . . . . . تقاصرُ عنهُ ثورة ُ المتطاولِ
رأيتكِ، وليغفرِ لكِ اللهُ، حرة ً. . . . . . . . . . . . . . مَنَ المُحصنَاتِ غيرَ ذاتِ غوَائِلِ
 
النابغة الذبياني في مدح النعمان بن المنذر
 
ألم تر أن الله أعطاك سـورة . . . . . . . . . . . . . . ترى كل ملك دونها يتذبـذب

فإنك شمس والملوك كواكـب . . . . . . . . . . . . . . إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
 
النابغة الذبياني في مدح النعمان بن المنذر
 
فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي،. . . . . . . . . . . . . . وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ
خطاطيفُ حجنٌ في جبالٍ متينة ٍ ،. . . . . . . . . . . . . . تمدّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ
أتوعدُ عبداً لم يخنكَ أمانة ً ،. . . . . . . . . . . . . . و تتركُ عبداً ظالماً ، وهوَ ظالعُ ؟
وأنتَ ربيعٌ يُنعِشُ النّاسَ سَيبُهُ،. . . . . . . . . . . . . . وسيفٌ، أُعِيَرتْهُ المنيّة ُ، قاطِعُ
أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ ،. . . . . . . . . . . . . . فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ
و تسقى ، إذا ما شئتَ ، غيرَ مصردٍ ،. . . . . . . . . . . . . . بزوراءَ ، في حافاتها المسكُ كانعُ
 
المتنبي في مدح سيف الدولة
 
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ. . . . . . . . . . . . . . وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها. . . . . . . . . . . . . . وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ. . . . . . . . . . . . . . وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ
وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه. . . . . . . . . . . . . . وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ
يُفَدّي أتَمُّ الطّيرِ عُمْراً سِلاحَهُ. . . . . . . . . . . . . . نُسُورُ الفَلا أحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرّها خَلْقٌ بغَيرِ مَخالِبٍ. . . . . . . . . . . . . . وَقَدْ خُلِقَتْ أسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها. . . . . . . . . . . . . . وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ
سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ. . . . . . . . . . . . . . فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا. . . . . . . . . . . . . . وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بهَا مثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ. . . . . . . . . . . . . . وَمِنْ جُثَثِ القَتْلى عَلَيْها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهْرٍ ساقَها فَرَدَدْتَهَا. . . . . . . . . . . . . . على الدّينِ بالخَطّيّ وَالدّهْرُ رَاغِمُ
تُفيتُ کللّيالي كُلَّ شيءٍ أخَذْتَهُ. . . . . . . . . . . . . . وَهُنّ لِمَا يأخُذْنَ منكَ غَوَارِمُ
إذا كانَ ما تَنْوِيهِ فِعْلاً مُضارِعاً. . . . . . . . . . . . . . مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيهِ الجَوازِمُ
وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَها. . . . . . . . . . . . . . وَذا الطّعْنُ آساسٌ لهَا وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَمُوهَا وَالمَنَايَا حَوَاكِمٌ. . . . . . . . . . . . . . فَما ماتَ مَظلُومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أتَوْكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأنّمَا. . . . . . . . . . . . . . سَرَوْا إليك بِجِيَادٍ ما لَهُنّ قَوَائِمُ
إذا بَرَقُوا لم تُعْرَفِ البِيضُ منهُمُ. . . . . . . . . . . . . . ثِيابُهُمُ من مِثْلِها وَالعَمَائِمُ
خميسٌ بشرْقِ الأرْضِ وَالغرْبِ زَحْفُهُ. . . . . . . . . . . . . . وَفي أُذُنِ الجَوْزَاءِ منهُ زَمَازِمُ
تَجَمّعَ فيهِ كلُّ لِسْنٍ وَأُمّةٍ. . . . . . . . . . . . . . فَمَا يُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ الترَاجِمُ
فَلِلّهِ وَقْتٌ ذَوّبَ الغِشَّ نَارُهُ. . . . . . . . . . . . . . فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صَارِمٌ أوْ ضُبارِمُ
اذا كنت قد استمتعت بقراءة الصفحة فلا تتردد في مشاركتها مع من تحب .

تعليق واحد

  1. هذا الموقع جميل بدي زور ها الموقع دايمن

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك الصفحة

ان أعجبك الموضوع فشاركه من تحب